کد مطلب:109833 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153
وفیها ینصح أصحابه أَرْسَلَهُ دَاعِیاً إِلَی الْحَقِّ، وَشَاهِداً عَلَی الْخَلْقِ، فَبَلَّغَ رَسَالاَتِ رَبِّهِ غَیْرَ وَانٍ وَلاَ مُقَصِّر، وَجَاهَدَ فِی اللهِ أَعْدَاءَهُ غَیْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُعَذِّرٍ، إِمَامُ مَنِ اتَّقَی، وَبَصَرُ مَنِ اهْتَدَی. و منها: وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِیَ عَنْكُمْ غَیْبُهُ، إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلَی الصُّعُدَاتِ، تَبْكُونَ عَلَی أَعْمَالِكُمْ، وَتَلْتَدِمُونَ عَلَی أَنْفُسِكُمْ، وَلَتَرَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ لاَ حَارِسَ لها وَلاَ خَالِفَ عَلَیْهَا، وَلَهَمَّتْ كُلَّ امْرِیءٍ مِنْكُمْ نَفْسُهُ، لاَ یَلْتَفِتُ إِلَی غَیْرِهَا; وَلَكِنَّكُمْ نَسِیتُمْ مَا ذُكِّرْتُمْ، وَأَمِنْتُمْ مَا حُذِّرْتُمْ، فَتَاهَ عَنْكُمْ رَأْیُكُمْ، وَتَشَتَّتَ عَلَیْكُمْ أَمْرُكُمْ. وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ فَرَّقَ بَیْنِی وَبَیْنَكُمْ، وَأَلْحَقَنِی بِمَنْ هُوَ أَحَقُّ بِی مِنْكُمْ، قَوْمٌ واللهِ مَیَامِینُ الرَّأْیِ، مَرَاجِیحُ الْحِلْمِ، مَقَاوِیلُ بِالْحَقِّ، مَتَارِیكُ لِلْبَغْیِ. مَضَوْا قُدُماً عَلَی الطَّرِیقَةِ، وَأَوْجَفُوا عَلَی الْمَحَجَّةِ، فَظَفِرُوا بَالْعُقْبَی الْدَّائِمَةِ، وَالْكَرَامَةِ الْبَارِدَةِ. أَمَا وَاللهِ، لَیُسَلَّطَنَّ عَلَیْكُمْ غُلاَمُ ثَقِیفٍ الذَّیَّالُ الْمَیَّالُ، یَأْكُلُ خَضِرَتَكُمْ، وَیُذِیبُ شَحْمَتَكُمْ، إِیهٍ أَبَا وَذَحَةَ! قال الشریف: الْوَذَحَةُ: الخُنْفُسَاءُ. وهذا القول یومیءُ به إلی الحجاج، وله مع الوذحة حدیث لیس هذا موضع ذكره.
ومن خطبة له علیه السلام